ودعت افياء الشباب الأروع
وحملت شوقي شعلة في أضلعي
ومشيت مثقلة خطاي ومهجتي
حيرى وأصوات الصحاب بمسمعي
كانوا طيورا حلقت حولي وما
تركت خميلي ، خلتهم رحلوا معي
فإذا أنا والليل يملأ مهجتي
نجم بعيد في المدى لم يطلع !
يا غابة النسرين قلبي راحل
هل فيك بعد رحيله من مطمع؟
والطير هل مازال يشدو هائما
نشوان في الأيك الوريف الأمتع؟
والنخل هل مازال يهمس في الدجى
متوهجا كقصيدة في المطلع ؟
عمري الذي في الشدو قد أمضيته
مثل الهزار شدا بصوت ممتع
بين الجوانح صبوة وهاجة
كم ألهمت قلب الشجي المولع
لهفي على الأيام كيف تصرمت
وثمارها في المهد لما تينع !
حييت يا دار الأحبة في الحمى
قلبي يطير إليك ، لما يهجع
مازلت فيك مشرقا ومغربا
بين الخمائل في ربيع ألمعي
ليت الزمان يتيح لي عودا إلى
ربع الهوى ، يرويه سيل الأدمع
فلقد تعبت من النوى يا جنتي
وطرقت بابك فارفقي بتوجعي
أنا عاشق مازلت أكتم صبوتي
وهواي ، أكتم لوعة في أضلعي !
البشير المشرقي – تونس